top of page
Writer's pictureنايف ناجي

الحلقة العاشرة: ميزة العقل البشري

Updated: Oct 15, 2021




اهلا بكم جميعا ٬ هذه الحلقة العاشرة بعنوان ميزة العقل البشري.

ولكن قبل ان نبدا، احب ان أوضح نقطة وهي أنني بدات التفاعل على صفحتي في الفيس بوك ، فهناك منشورات يوميه ، لبحوث علمية عن علم الاعصاب٫ ومقاطع فيديو قصيره.

وأيضا على اليوتيوب ، انتجت خلال هذه الفتره سلسله مكونه من اربع حلقات ٫ أقوم فيها بشرح فصوص الدماغ الاربعه ، بالصوت والصورة ٬ واستخدم دماغ على شكل ثري دي ٫ والفكره كانت ، انني أحيانا اتحدث عن مناطق في الدماغ ٬ والبعض لا يكون لديه تصور عن مكانها ٫ لذلك هذه السلسله اعتقد انها ستكون مساعده ، لمن يريد ان يفهم مكان ووظيفة كل فص ، من الفصوص الاربعه ٬ خلال الشرح ، أقص عليكم ايضا قصه ٬ تتناسب مع الموضوع ، فمثلا تحدثت عن لماذا بعض البشر خارقون ، و تكلمت ايضا عن الخروج من الجسد ٬ وتجارب علمية اثبتت ذلك ٫ وفي المستقبل ساقوم بعمل حلقات فيديو ، أناقش فيها تشريح الدماغ، بطريقه بسيطه وكما تعودنا بدون تعقيد ٬ وستكون الفيديوهات مكمله للبودكاست ، لأن معرفة المواقع التشريحية ، يسهل الفهم أكثر ، عموما رابط صفحة الفيس بوك ، وكذلك قناتي على اليوتيوب ، ساضعها في صندوق الوصف.


(فاصل )


سأبدا بنتائج الاستطلاع التي وضعتها ٬ على مواقع التواصل الاجتماعي ٬

وسألت فيه : برأيك مالذي يميز دماغ الإنسان ؟

١/ التشابكات العصبيه

٢/ عدد الاعصاب

٣/ حجم الدماغ

٤/ وجود أجزاء لا توجد الا عند الانسان


في التويتر : ٤٨٪ صوتوا للتشابكات العصبيه ٬ ٣٣٪ صوتوا لاجزاء لا توجد الا عنده ٬ و ١٤٪ صوتوا لعدد الاعصاب ٬ واقل نسبه كانت للحجم ٥٪ .


في الفيس بوك :

التشابكات العصبيه حصلت على ٤٧٪ ٬ عدد الاعصاب ٢٩٪ ٬ و حجم الدماغ و أجزاء لا توجد الا فيه حصل كل واحد منهما على ٢٪


يعني كنظره سريعه ٬ الاغلبيه ذهبت لعدد الاعصاب ٬ والتشابكات العصبيه .

والان أتى الوقت ٬ الذي سنعرف فيه الاجابه بشكل دقيق.


العقل البشري مميز دون أي شك ٫ فجميعنا نعرف ان الانسان يميزه عقله ٫ ويميزه الابداع في الاختراعات٬ وتطويع كل صعب ليعيش ٫ فالانسان قهر الصحراء وتكيف معها ٫ وكذلك عاش في القطب الجنوبي وتحدا الثلج.

بينما الحيوانات ٬ تميزها خصائص أخرى ٬ فمثلا بعضها اقوى من الانسان ٫ وبعضها لديه حواس مختلفة ٬ ولكن يظل الانسان ٬ لديه أداة العلم والتي نستخدم فيها عقولنا٬ ليس فقط لندرس الحيوان ٬ بل وندرس انفسنا ونحاول فهم الطبيعه من حولنا.


سيكون رفيقنا لهذه الحلقة ٬ كتاب ملهم بعنوان the human advantage وترجمته تعني ميزة الانسان ٬ لعالمة الاعصاب : سوزانا هوركيلانو هيزل ٬ بحثت لعلي اجد نسخه مترجمه الى العربيه ٬ وللأسف لم أجد ٫ ان كان هناك نسخة عربيه ٫ ارجوا من من يعرف كيف نحصل عليه ٫ ان يتواصل معي لكي انبه بذلك في الحلقه القادمه .


من المسلمات التي استمرت لعدت سنين ٬ هو ان عدد الخلايا العصبيه ٬ في دماغ الانسان يقدر ١٠٠ مليار خليه عصبيه ٫ وعندما التقت سوزانا بهذا الرقم لأول مره ٬ حاولت ان تجد مصدر موثوق يذكر هذا الرقم ٬ لتعود اليه وتوثق هذه المعلومه ٬ في بحثها العلمي ٬ فاتجهت نحو المكتبة ٬ وبدأت تبحث في المصادر ٬ وفي كل مره تتفاجأ ٫ لانها لم تحصل على أي مصدر٬ علمي وموثوق٬ يذكر من اين أتت هذه المعلومه ٬ في نفس تلك الفتره ٬ سآلت زملائها واساتذتها ٬ المتواجدين معها في الجامعه ٬ ولا إجابه مقنعه تُذكر .


لذلك قررت ان تقوم هي بعد الخلايا العصبيه ٬ ولكن المشكلة ٬ هل حقا ستستطيع آن تقوم بذلك ٬ إذا عرفنا ان الدماغ ليس متجانس ٫ بمعنى انك لو اخذت عينه من المخيخ ٬ فهي لا تمثل بالضرورة ٬ عدد الخلايا العصبيه في الفص الجبهي ٬ لذا يستحيل اخذ عينه بسيطه ٬ وبمعرفتها ٬ ومعرفة كتلة الدماغ ٬ نحصل على على عدد الخلايا العصبيه في الدماغ ككل.


فكّرت كثيرا في إيجاد طريقه مثاليه ٬ تجعلها تتاكد من ان عدد الخلايا العصبيه ٬ ال ١٠٠ مليار صحيح ٬ وتوصلت لطريقه عبقريه ٬ جعلت عملها العلمي مهم ٫ وهو ان تحول الدماغ الى حساء!

ممكن تتعجب وتقول حساء كيف يعني ؟

تحويل الدماغ الى حساء ٬ سيُوزع الخلايا العصبيه بالتساوي ٬ داخل المحلول ٬ وبذلك يمكن عدها ٬ ولكن ما هو الشيئ الذي سنعده ٬ اذا الخلايا نفسها ذابت واختفت ؟

هنا يأتي دور النوايا العصبيه ٬ فكما نعرف ٬ ان كل خليه عصبيه ٬ تحتوي على نواه بداخلها ٫ ويحيط بتلك النواه غشاء خلوي ٬ يعزلها عن غيرها ٬ اذا نجحنا في اذابة الغشاء الخلوي فقط ٬ ستظل النوايا ( والتي تمثل عمليا الخلايا ) ٬ وسناخذ عينه من الحساء ٬ وبمعرفة عدد النوايا في العينه ٬ نضربها بمجموع المحلول٬ لنصل للإجابة .


الطريقة كانت كالتالي : فصّلت الأجزاء التشريحية المهمه عن بعضها البعض ٬ ثم وزنتها ٬ وبعد ذلك قطعتها الى أجزاء صغيره ٬ ثم استخدمت محلول يسمى ( ترايتون اكس ون هاندرد ) ٬ أزال فقط الغشاء الخلوي ٬ بعد ذلك أضافت مادة الفلورسينت ( وهي مادة تمكن من رؤية الخلايا تحت المجهر ) لنعرف عدد الخلايا في هذه العينه.

حقيقة الفكرة في ظاهره بسيطه ٫ لكنها رائعه ودقيقة حقا ٬ في البداية واجهتها بعض المشاكل ٬ كاختيار محلول يذيب فقط الغشاء الخلوي ٬ وأثناء تعاملها مع الخلايا تتدمرأحيانا ٬ ولكن بعد عدة محاولات ٬ وصلت لبروتوكول جيد ٬ يُعتمد عليه .

عموما هناك تفاصيل دقيقه ٬ من يعتقد انه سيستفيد منها في تخصصه ٬ انصحه بالعودة الى الكتاب نفسه.


الرقم الذي حصلت عليها سوزانا ٬ لم يكن ١٠٠ مليار خليه عصبيه للأسف ٬ ولكن كان تقريبا ٨٦ مليار خليه عصبيه ٬ ١٦ مليار منها في القشر الدماغيه ٬ و ٦٩ مليار خليه في المخيخ ٬ واقل من مليار يتوزع على باقي الدماغ ٬ قد يظهر انه لا يوجد فرق بين ٬ ١٠٠ و ٨٦ مليار ٬ لكن الفرق بين الرقمين٬ اللي هو ١٤ مليار ٬ يمثل دماغ قرد الرباح بالكامل.

تبدا سوازنا تتوسع في بحوثها وتتساءل ٫ هل عدد الخلايا العصبيه هو سبب تميز الانسان ؟

فمبدئيا فرضية أن وزن الدماغ ٬ هو سبب تميزنا سهلة الدحض ٬ لأننا نعرف أن بعض الحيوانات ٬ ادمغته تفوق آدمغتنا بكثير ٬ فمثلا حجم دماغ الفيل الافريقي يساوي ٥٠٠٠ قرام ٬ وحوت العنبر يزن دماغه ٩٠٠٠ قرام ٫ بينما في المقابل ٬ نجد ان الانسان وزن دماغه تقريبا ١٥٠٠ قرام فقط ٫ رقم لا يقارن مع الحوت او الفيل .


اذا السؤال يجب ان يكون ٬ هل عدد الخلايا العصبيه وليس الحجم ٬ هو الفيصل بين الانسان وباقي الحيوانات ؟

لمعرفة ذلك يجب ان نعد الخلايا العصبيه لهذه الحيوانات.

قامت سوزانا وفريقها ٬ بدراسة آدمغة حيوانات متعددة ٬ فبدأت بالمقارنه بين القوارض والرئيسيات ٬ وكليهما ينتميان إلى نفس الطائفة ( ثديات) ٬ وكمراجعه سريعه ٬ التصنيفات للكائنات الحيه ٬ التي درسناها في المدرسة ٬ تبدا من مملكة ( يعني مثلا مملكة الحيوانات ) ثم شعبة ٬ طائفه ٫ ورتبة .


فالقوارض والرئيسيات تنتمي لطائفة الثديات ٬ ولكن في الرتبة تختلف ٬ فهذه رتبتها قوارض وتلك رتبتها رئيسيات ٬ والفتره التي انفصلت فيها القوارض عن الرئيسيات ٬ كانت قبل ٩٥ مليون سنه.


اتضح بعد الدراسه ٬ ان هناك فروقات مفصليه بين القوارض والرئيسيات ٬ الفرق الأول ٬ ان الرئيسيات كلما كبر حجم الدماغ ٬ يزداد عدد الخلايا العصبيه محتفظة بنفس حجم الخليه العصبيه ٬ فقط زيادة في العدد.

بينما في القوارض ٬ كلما كبر حجم الدماغ ٬ يكون هناك زيادة في العدد ٬ ولكن اقل ٬ لانه عند ازدياد العدد ٬ في نفس اللحظة يكبر حجم الخلايا ٬ وهذه نقطه جوهريه ٫ وكأن الخلايا العصبيه ٬ لدى القوارض تنتفخ ٬ في نفس الوقت الذي يزيد فيه عددها.


لو قارنا بين حيوان قارض ٬ بكتلة دماغ مساوية لحيوان رئيسي ٬ سنكتشف انه بالرغم من تساوي الكتلة للدماغين ٬ إلا ان الحيوان الرئيسي ٬ عدد خلاياه العصبية يزيد بمعدل ست مرات.


مثال ذلك : خنزير الماء ٬ كتلة دماغه تساوي ٤٨ غرام ٬ وعدد خلاياه العصبية ٣٠٦ مليون خليه ٬ بنفس الكتلة اللي هي ٤٨ غرام ٬ نلاحظ ان قرد المكاك ( من الرئيسيات ) ٬ عدد خلاياه العصبيه تقدر ب ١.٧ مليار خليه عصبيه!!

هنا اتضح الفرق ٬ عدد خلايا قرد المكاك ٬ يفوق خنزير الماء بست مرات ٬ وهذه النقطه ميزت الرئيسيات عن القوارض.

بالإضافة الى ذلك ٬ عدد الخلايا العصبيه ٬ للقشر الدماغيه ٬ والمخيخ في الرئيسيات ٬ يتفوق على القوارض بشكل كبير.


في الحيوانات -من غير الرئيسيات - ٬ نجد ان الخلايا العصبيه أطول ٬ ولذلك سرعة انتقال الاشاره العصبيه ابطأ ٬ فكلما كانت الخليه اقصر كانت انفع ٬ والرئيسيات – كما ذكرت – زيادة عدد الخلايا يكون بنفس الحجم ٬ وهذا يمكّن الإشارات العصبيه من الانتقال بسرعه ٬ ولمسافه اقصر ٬ والمميز لدى الرئيسيات – أيضا- أنه توجد بعض الخلايا الطويله ٬ تربط بين التشابكات القصيره والمحليه ٬ وهذا يعتبر نظام اقتصادي ذكي ٬ فالاقتصاد أن تكون الشبكات العصبيه قصيره ٬ وبينها بعض الخلايا الطويله الممتده ٬ للتواصل مع شبكات أخرى ٬ لتؤدي مهام الدماغ بمهارة تامه .


لنذكر الان أمثله ومقارنات بين الرئيسيات ٫ والغير رئيسيات ٬ ليتضح المقصود اكثر.

من الرئيسيات ٬ سنستعين بقرد التشامبانزي ٬ دماغه يزن ٢٨٦ غرام ٬ وبنفس وزن الدماغ ٬ يعادله الزرافه ب ٢٨٦ غرام ٬ ولكن التشامبانزي ٬ عدد خلاياه العصبيه ٦ مليارات ٫ في حين ان الزرافه لديها فقط ١.٦ مليار خليه عصبيه ٬ اعتقد ان الفرق بدا يتضح بشكل جلي.


مثال آخر٬ قرد الريسس ( والذي يمّثل الرئيسيات ) ٬ وزن دماغه يساوي ال ٦٩ غرام ٬ ويعادله في ذلك الغزال الافريقي ٬ ولكن قرد الريسس لديه ١.٧ مليار خليه عصبيه ٬ في حين ان الغزال الافريقي لديه فقط ٣٩٧ مليون خليه عصبيه.

والخلاصه هنا ٬ هي أن الادمغه ٬ حتى ولو تساوت في الوزن ٬ هذا لا يعني آن عدد خلاياها تتطابق ٬ و المسأله تحتاج لتجربه علميه ٬ تفكك هذا المفهوم الخاطئ.


تَذكر سوزانا في الكتاب – أيضا - حدث غريب ٬ وهو أن الرئيسيات ٬ تغيرت بشكل كبير ٬ مقارنة بأسلافها ٬ فهي تطورت بشكل واضح مع مرور الوقت ٬ والحيوانات الأخرى - من غير الرئيسات - لم تتغيرعن اسلافها كثيرا ٬ بل استمرت بنفس الطريقة (واعني هنا علاقة حجم الدماغ بعدد خلاياه).


طيب ماذا عن الانسان أين هو من كل هذه المقارنات ؟

سنفهم ذلك في الفقره التاليه!



( فاصل )


طبعا مثل ما لاحظنا ٬ ان ادمغة الحيوانات ليست متشابهه ٬ فالحجم والكتلة المتساوية بين حيوانين ٬ لا يعني ان عدده خلاياهم متساويه بالضرورة ٬ وهذا مهم جدا ٬ لكي نفهم خاصية الانسان عن باقي الحيوانات .


السؤال الان هل الإنسان دماغه ينتمي للقوارض ام للرئيسيات ٬ وماهي علاقة حجم ادمغتنا بعدد الخلايا العصبيه.


لو فرضنا مبدئيا ٬ ان الانسان من القوارض ٬ كيف سيكون شكل دماغه ؟

كتقريب لعدد الخلايا العصبيه للإنسان ٬ سنقول ان لديه ١٠٠ مليار خليه عصبيه ٬ معنى ذلك انه بحسبة رياضيه ٬ - مبنيه على ما فهمناه من دماغ القوارض - ٬ فسيكون مع زيادة هذا العدد ٬ تضخم في الحجم ٬ ليصبح وزن دماغه ٣٠ كيلو غرام ٬ بوزن جسم يبلغ ال ٨٠ طن !

يعني واقعيا سسنصبح لو كنا – نحن البشر –قوارض ٬ نشابه الحوت الأزرق في ضخامته.

ولذلك الانسان ليس من القوارض ٬ بدليل أنه لدينا دماغ ب ٨٦ مليار خليه ٬ وبجسم يزن فقط ال ٧٠ كيلوغرام ٬ والدليل الملموس على ذلك ٬ هو اننا لا نملك مخالب ٬ ولا يوجد لدينا عينان تشبه اعين القوارض ٬ متراميتان على الأطراف ٬ ولا يوجد لدينا سن قاطع كبير .


طيب لو فرضنا اننا من الرئيسيات ٬ ورياضيا حسبنا شكل هذا المخلوق الرئيسي ٬ بعدد خلاياه ال ٨٦ مليار خليه ٬ كيف سيكون حجم الدماغ ووزنه ( طبعا اذا عرفنا مسبقا ان الرئيسيات تزيد عدد خلاياها ٬ دون ان يتضخم حجمها ) ٬ سنحصل على وزن دماغ ب ١٢٤٠ غرام ٬ وبوزن جسم يقارب ال ٦٦ كيلوغرام .

هل هذه المواصفات تذكركم بشيء ؟

دماغ بحجم ١٢٤٠ غرام ٬ ووزن يقارب ال ٦٦ كيلوغرام ؟


نعم ٬ سيذكركنا بأنفسنا ٬ فهذه المواصفات تتطابق مع الأنسان ٬ فدماغه يزن تقريبا ١٥٠٠ غرام ٬ بمتوسط وزن جسم يقدر ب ٧٠ كيلوغرام !

إذا نحن نعتبر من فئة الرئيسيات !


طيب لو قارنا انفسنا ٬ مع اقرب نوع من الرئيسيات لنا ٬ مثل الغوريلا والاوارنقاتان ٬ هل ما ينطبق علينا ٬ ينطبق عليهم ؟


في الحقيقة لا ٬ فالغوريلا والاوارنقتان ٬ آجسامهم اكبر من اجسامنا ٬ وادمغتهم مقارنه مع الانسان تعتبر صغيره٬ فالغوريلا وزن دماغها ٤٨٣ غرام ٬ والاورانقتان ٤٧٠ غرام ٬ بينما الانسان دماغه يزن ١٥٠٠ غرام ٬ لاحظ معي ان دماغ الانسان٬ يفوقها ب ٣ مرات ٬ وبجسم اصغر .


اذا السؤال هنا ٬ هل حجم دماغ الانسان اكبر من المتوقع ٬ اذا اخذنا في الحسبان وزن جسمه ؟

للاجابه على ذلك لابد ان نحلل المسأله بشكل جيد ونسأل ٬ هل القردة تفردت في علاقة وزن الدماغ مع عدد الخلايا العصبيه ؟

يعني هل هي لازالت تصنف كحيوانات رئيسيه ؟ أم انها شذت عن القاعده ؟

سوزانا حللت التساؤل كالتي ٬ اذا كانت الغوريلا كما ذكرت ٬ وزن دماغها ٤٨٣ غرام ٬ وعدد خلاياها الموجوده في المخيخ تساوي ٢٩ مليار خليه عصبيه ٬ بالمقارنة بين حجم الدماغ ٬ وعدد خلاياه ستكون النتيجه ٬ ان الغوريلا لم تشذ عن الرئيسيات ٫ لان هذا الرقم متوقع لحجم الدماغ ٬ فهي تقل عن الانسان ب ١٠٠٠ غرام تقريبا .


إذا ٬ الغوريلا لم تشذ عن القاعده ٬ وشأنها شأن أي حيوان رئيسي

ولكن يظل هناك مشكلة وزن الجسم ؟

كيف نستطيع ان نجيب عليه ؟

في الواقع ٬ عندما عرضت سوزانا ورقَتها العلميه ٬ جاء الرد سريعا من مقيمي البحوث٬ وقالوا : لو نظرنا للغوريلا ٬ فسنجد ان جسمها كبير ٬ ودماغها صغير ٬ ولذلك النتيجة التي وصلت لها سوزانا ليست صحيحه ٬ وأعُيدت الورقة العلمية اليها.


لكنها لم تقف بعد هذا الرد ٬ وتساءلت ٬ لماذا لا يكون السؤال ٬ عوضا عن ان دماغ الانسان اكبر من جسمه ٬ ان يتغير ٬ ليصبح ان دماغ الغوريلا اقل من الطبيعي ٬ بمعنى ان الغوريلا هي من تراجعت ٬ وليس دماغ الانسان هو من تضخم بشكل غير طبيعي

ولإثبات ذلك ٬ عادت الى الاسلاف السابقه بين القردة والانسان٬ لتقارن بين عدة اسلاف ٬ بفترات زمنيه متباعده .

اخر سلف بين الانسان والغورلا ٬ كان تقريبا قبل ١٦ مليون سنه ٬ وظهور جنس الانسان ٬ بدا قبل اقل من مليون سنه ٬ وهناك اجناس ظهرت قبل الانسان الحالي ٬ فمثلا إنسان كينيا عاش ما بين ٣ الى ٤ ملايين سنه ٬ والهومو اركتس ٬ عاش ما بين مليون الى مليوني سنه ٬ وعند الرجوع للاحافير ٬ سنحاول عد الخلايا العصبيه لاسلافنا ٬ مستعينين بتلك الاحافير ٬ والتي تحتوي على الجماجم ٬ وبتخمين ما تستطيع ان تحويه جمجمه من أعصاب ٬ سنصل لرقم تقريبي لعدد الخلايا العصبيه.

وبهذ الأسلوب ٬ نجد ان الهومو هابليس ( قبل مليوني سنه ) لديه من ٤٠ الى ٥٠ مليار خليه ٬ والهومو اركتس لديه من ٥٠ ألى ٦٠ مليار خليه عصبيه ٬ والهومو سبينس ( او الانسان العاقل ) لديه من ٨٥ الى ٨٨ مليار خليه عصبيه .

وهذه الأرقام تعني ٬ أنه مع مرور الوقت ٬ تصاعد عدد الخلايا العصبيه لدى اسلاف الانسان ٬ ويعني ذلك آننا لسنا إلا تكمله لهذا التطور .

في المقابل ٬ ظلت الغوريلا بنفس عدد الخلايا ٬ ولم يحدث آي تطور واضح ٬ كما ظهر عند الانسان ٬ فمثلا مخيخ الغوريلا لا يزيد عن ٣٣ مليار خليه.

وهذا ما توّصلت إليه ٬ أن عدد ال ٨٦ مليار خليه عصبيه ٬ بدا بالتدريج حتى وصل لهذا الرقم ٬ ولكن الغوريلا ٬ هي التي تخلفت ٬ بعدد خلايا شبه ثابته .

طيب ما هي القصه خلف هذا التباين ٬ بين الانسان والغوريلا ؟

سنفهم ذلك لاحقا ٬ عندما اشرح بالتفصيل الملل ٬ الاحداث خلف هذا اللغز.


دعونا الان نعود للأرقام ٬ هل عدد الخلايا العصبيه ٬ هو المفتاح الرئيسي لفهم تميز الانسان ؟

لمعرفة ذلك سنعدّ الخلايا العصبية للفيل ٬ وبعده سيتضح كل شيء.

قام فريق كبير مع سوزانا ٬ بعدّ الخلايا العصبيه لنصف دماغ فيل ٬ بوزن يصل لاكثر من اثنين كيلو ونصف ٬ بعد تقطيعه الى قطع لا تزيد عن ٥ غرام ٬ بدأ عد الخلايا ٬ لتكون الصدمه.

وهي ان عدد الخلايا العصبيه ٬ لدماغ الفيل ٬ تساوي ٢٥٧ مليار خليه !!!

عدد هائل جدا ٬ يعني أن عدد خلاياه تساوي دماغ الإنسان مضروبة بثلاثه .

هنا بدأ الشك في أن تميزنا يكمن في عدد خلاينا العصبيه ٬ ولكن قبل ان نستعجل الأمور ٬ ونصل إلى الكلمة النهائيه ٬ يجب أن نسأل ٬ كيف تتوزع هذه الخلايا في دماغ الفيل .

في منطقة المخيخ ٬ وجودوا أن تركيز الخلايا هناك ٬ يقارب ال ٩٨ ٪

٬وفي المقابل ٫ قشره الدماغيه ٬ تحتوي فقط على ٢٪ ٬ يعني تقريبا ٥.٦ مليار خليه عصبيه !


٥.٦ مليار خليه عصبيه في القشر الدماغيه ٬ اذا قارناها ب ١٦ مليار خليه عصبيه في قشر الانسان الدماغيه ، يجعل تميزنا واضح ، وبمراحل ٬ ولذلك توزيع الخلايا مهم جدا٬ وبناءا على هذا ٬ يتفوق الانسان على الفيل.


بالنسبة لل ٩٨٪ خليه عصبيه في مخيخ الفيل ٬ سببها جسمه الكبير ٬ وأيضا عضلاته ضخمه ٬ فهو يحتاج إلى حركات دقيقه ٬ وباشكال متعددة ٬ والمخيخ هو سيد الموقف في هذه الوظائف ٬ وكثافة الاعصاب تفسر ذلك بوضوح.


لو قارنا الإنسان بالغوريلا ٬ سنجد ان لديها فقط ٩ مليارات خليه عصبيه ٬ منتشره في القشر الدماغيه ٬ بينما الإنسان لديه - كما ذكرت ١٦- مليار خليه عصبيه .

والقدرات الادراكية ٬ بشكل عام ٬ ترتبط بعدد الخلايا في هذه المناطق .

ولو صنفنا الانسان مع بعض الحيوانات ٬ من ناحية عدد الخلايا العصبيه في القشر الدماغيه ٬ فسيكون الترتيب كالتالي :


الانسان لديه ١٦ مليار خليه عصبيه ٬ وهذا يؤهله للمركز الأول .

ثم يأتي بعده قرد التشامبانزي ب ٦ مليار خليه

ثم الفيل ب ٥.٦ مليار خليه

ثم الزرافه ب ١.٧ مليار خليه عصبيه


اذا نلاحظ هنا ان الانسان تسيّد التصنيف ٬ وأهلّه ذلك لقدرات ادراكيه متطورة .


( فاصل )



حتى الان توصلنا الى ان الانسان ٬ يتميز بوجود خلايا عصبيه ٬ في قشره الدماغيه ٫ تصل الى ١٦ مليار خليه.

ولو قارنا ٬ بين حجم الدماغ ونسبة القشرالدماغيه منه ٬ فسنكتشف ان الانسان ٨٢٪ من دماغه يتمثل في قشره الدماغيه ٬ بينما مثلا الفيل ٬ ٦٢٪ من حجم دماغه يتمثل في قشره الدماغيه ٬ اذا ٢٠٪ فرق لصالح الانسان .

واضيف الى ذلك ان ١.٣ مليار خليه ٬ توجد فقط في الفص الجبهي ٬ والفص الجبهي مهم في الوظائف الادراكية ٬ مثل التحليل ٬ التكفير المنطقي ٬ والتخطيط.


الرئيسيات بشكل مجمل ٬ يميزها قشرها الدماغيه ٬ فعدد الخلايا فيها ٬ تزيد بشكل سريع ٬ بمعنى انه بإضافة ٢٧ خليه عصبيه للقشر ٬ يوازي ذلك خليه واحده لباقي المناطق الأخرى ٬ والإنسان - هنا - مثله مثل باقي الرئيسيات .


من الأشياء المهمه ٬ التي يجب وضعها في الحسبان ٬ هوعلاقة الدماغ بوزن الجسم ٬ فالقاعده العامه تقول : أن نمو الجسم اسرع من نمو الدماغ ٬ يعني لو زاد حجم الجسم عشرة اضعاف ٬ فإن الدماغ يزيد بمقدار ٦ آضعاف ٬ وهذه الزيادة في حجم الدماغ ٬ تقل مع زيادة حجم الجسم ٬ فلو على سبيل المثال تضاعف الجسم ١٠٠٠ مره ٬ سيقابله فقط ٢١١ تضاعف للدماغ .

ولذلك زيادة حجم الدماغ ليست حره ٬ فهي تعتمد بدرجه كبيره ٬ بالطاقه التي يستطيع الجسم أن يوفرها .

فالطاقه التي تحتاجها الخليه العصبيه الواحده ٬ لا يستهان بها ٬ وهذه الطاقه تحتاج الجلوكوز آو سكر الدم .


فالخليه العصبيه الواحده تحتاج ل ٥.٤ ضرب عشره اس سالب تسعه مايكرومول من الجلوكوز للدقيقه الواحدة ٬ وهذا الرقم تقريبا ثابت لاي خليه عصبيه ٬ بغض النظر عن حجمها او في أي دماغ كانت. وللتقريب فربع ملعقة سكر تغذي ال ٨٦ مليار خليه لمدة ١٢ دقيقه فقط ٬ و ٥ غرام من الجلوكز يكفي لمدة ساعه واحده فقط.

وهذه الأرقام تعتبر كبيره ٬ خصوصا ان الدماغ يحتاج ل ٢٥ ٪ ٬ من مجموع الطاقة لليوم الواحد ٬ يعني ٥٠٠ كيلوكالوري ٬ فإذا كان وزنك ٧٠ كيلوغرام ٬ وتحتاج ل ٢٠٠٠ كيلوكالوري ٬ ف ٥٠٠ كيلوكالوري تذهب مباشرة للدماغ.

في حين ان باقي الحيوانات ٬ تستخدم فقط ١٠ ٪ من مجموع الطاقه اليومي.

ممكن اذا نفتزض ونقول ٬ ان الانسان يستخدم طاقه اكبر لدماغه ٬ لو قارناه بباقي الحيوانات ٬ ولكن هذه الفرضيه غير صحيحه ٬ لانه في الأصل ٬ لدينا عدد كبير من الخلايا ٬ و ٥٠٠ كيلوكالوري منطقي ل ٨٦ مليار خليه عصبيه.


الان نعود للسؤال الذي ذكرته في الفقره السابقه ٬ لماذا الغوريلا دماغها يعتبر اقل من المفروض.


لو تآملنا حياة الغوريلا البريه ٬ وكم كيلوكالوري في اليوم الواحد ٬ تستطيع أن توفره ٬ لوجدنا انه في

المتوسط تقضي الغوريلا ٨ ساعات يوميا ٬ تبحث فيه عن طعام ٬ ومع هذا بالكاد توفر الحد الأدنى من احتياجها .

ولو كانت جدلا ٬ توفّر اكثر من احتياجها ٬ لبدأ وزنها يزداد مع الوقت ٬ وهذا لا يحدث في الطبيعه ٬ بل على العكس ٬ في بعض المواسم ٬ لا تستطيع ان توفر الحد الأدنى ٬ وتبدا في خسارة وزنها.

ال ٨ ساعات للبحث عن غذاء ٬ تعتبر الحد الآعلى ٬ فهناك ضروريات أخرى مثلا النوم ٬ ولذلك من ناحيه تطوريه بحته ٬ فانه ليس من مصلحة الجسم ٬ أن يكون هناك عبء كبير ٬ وتكلفه غاليه لتغذية الخلايا العصبيه ٬ بل الآصلح آن يكون الجسم أولى بتلك الطاقه ٬ ولذلك ٥٣ مليار خليه عصبيه ٬ تتناسب مع محصلة الطاقه اليومي٬ فصار الجسم هنا مقدّم على الدماغ .

وهذا يشرح لماذا لم تزداد الخلايا العصبيه للغوريلا ٬ لانه بزيادة الخلايا ٬ تزيد التكلفه كبيره ٬ ولن تستطيع على توفير هذه التكلفه بشكل يومي ٬ فكان الاسلم ان تظل الخلايا العصبيه بنفس العدد ٬ وكما تقول سوزانا في كتابها ٬ انك لا تسطيع ان تملك دماغ كبير وجسم ضخم في نفس اللحظه ٬ يجب أن تختار أحدهما ٬ وكأن الغوريلا اختارت الجسم.


ماذا عن الإنسان ٬ كيف وفر طاقه كافيه ل٨٦ مليار خليه ؟ علما بأنه يحتاج لوقت أطول ٬ وهذا الوقت يجب ان يزيد عن ال ٨ ساعات ٬ من بحث متواصل للغذاء .


تنحل هذه المشكلة ٬ بطريقه واحده ٬ وهي أن نوفر طاقه أكبر في وقت أقل ٬ والتكنولوجيا التي ساعدتنا في ذلك ٬ هي الطبخ ! الإجابة صادمه ٬ ولكن ٬ فعلا الطبخ هو من حل هذه المعضله .


خلال المليون سنه والنصف الماضيه ٬ تضاعف دماغ الانسان ثلاث مرات ٬ وبشكل لافت .

وبدأت القصه تدريجيا ٬ من إنسان كينيا ٬ قبل أربعة ملايين سنه ٬ عندما تحول ٬ من المشي على اربع أطراف ٬ إلى المشي على قدمين ٬ ومع هذ الميزة الجديدة ٬ استطاع أن يقطف من الأشجار٬ ليزيد محصوله.

ثم بعد ذلك ظهر الهومو اركتس ٬ وتطورت معه أرجل طويله ٬ وتغير تشريح عضلات أرجله ٬ فساعد ذلك على الركض ٬ فركض بسرعة اكبر وطاقه اقل ٬ ثم بدآت تتشكل جماعات للصيد ٫ تطارد الفريسه حتى تتعب ٬ ثم ينقضون عليها.

وشيئ فشيئا ٬ بدأت الأدوات البسيطه للصيد تُخترع ٬ وتطورت جماعات الصيد اكثر واكثر ٬ وبداوا في التفاهم باللغة ٬ بطريقه آو أخرى ٬ إلى آن اشتعلت آول نار ٬ وكانت باستخدام الحجاره ٬ ومن هنا بدأت القفزه الغير متوقعه ٬ فالنار سهلت عملية الهضم بعد الطبخ٬ بل ورفعت معها نسبة فائدة الجسم من الاكل ٬ فأكل اللحم المطبوخ ٬ يمكّننا من الحصول على ١٠٠٪ من الطاقه ٬ في حين أن الطعام الني ( الغير مطبوخ ) ٬ فائدته تكون حوالي ٣٣٪ من القيمه الغدائيه ٬ فاللحم الني ٬ يظل كتل كبيره ٬ فيستفيد الجسم منه الحد الأدنى ٬ بعد ذلك ٬ تهضم البكتريا ما تبقى منه ٬ ٬ وتحتفظ بالطاقه لنفسها.

إذا الطبخ لم يساعد فقط على سهولة الهضم ٬ بل وقلل الوقت المستنزف فيه ٬ واصبح الحصول على وجبة غذائية واحده ٬ كفيلها بتغطية حاجة الجسم ليوم كامل.


بعد اختراع الطبخ ٬ أصبح للإنسان وقت كافي ٬ فزاول أنشطة جديدة ٬ فمثلا طوّر حياته الاجتماعيه ٬ ونظم الصيد ٬ وطور المجتمعات ٬ وآصبح التفكير والتحليل ٬ نمط يومي ٬ دفع بالدماغ للتميز ٬ وليس ذلك فحسب ٬ بل جعل الإنسان في مقدمة كل الحيوانات .


وسوزانا ( كاتبة الكتاب ) تقول : بأنه يجب أن يكون اسم الجنس البشري ٬ هومو كلناريس ... آي الإنسان الطباخ ٬ لما للطبخ من فضل على هذا التميز ، وأعتقد ان نظرتنا للمطبخ ستتحسن بعد هذه الحلقة !



قبل أن أختم هذه الفقره ٬ أريد أن أوضح أو أصحح معلومه خاطئه منتشره كثيرا ٬ وهي أن الانسان ٬ يستخدم فقط ١٠٪ من دماغه .

وهذا المعلومة ليست صحيحه ٬ فالدماغ يستخدم كل خليه فيه.

٬و سبب ظهورهذا المعلومه ٬ آنه في أبحاث سابقه ٬ وجدوا آن هناك خلايا تسمى بال قلايل سلز ٬ آو كما تسمى بالعربي الخلايا الدبقيه ٫ هذه الخلايا – كان يٌظن – أن عددها اكثر من الخلايا العصبيه ٬ بمعنى آن كل خليه عصبيه ٬ يقابلها ١٠ خلايا دِبقيه ٬ وهذا يقود الى إستنتاج أننا نستخدم ١٠٪ في المئه فقط من الخلايا العصبيه .

وهذا ليس الحاصل ٬ والصحيح أن كل خليه عصبيه ٬ يقابلها خليه دبقيه واحده ٬ ودور الخلايا الدبقيه ٬ ليس فقط تدعيم الاعصاب ٬ بل دورها هام في العمليات الحيوية ٬ وتكوين التشابكات العصبيه ٬ واي خلل فيها ٬ قد يتسبب في أمراض للدماغ.

والخلاصه من هذا الشرح ٬ أنه لا يوجد دليل علمي يقول : أن الإنسان يستخدم فقط ١٠٪ من دماغه ٬ بل يستخدم جميع الاعصاب ٬ ومن ضمنها الخلايا الدبقيه.



(فاصل)


خلونا الان نعود للسؤال الذي بدأنا فيه هذه للحلقة ٬ مالذي يميز العقل البشري ؟

يميزه عدد خلاياه العصبيه ٬ وبالذات تلك التي تتمركز في في قشره الدماغيه ٬ وأيضا طريقة بناء التشابكات العصبيه ٬ بشكل اقتصادي بديع.

ويميزه أيضا لقب ( الإنسان الطباخ ) ٬ لأنه الكائن الوحيد الذي يطبخ ما يأكله.


عموما ، اشكركم على الاستماع لهذه الحلقة ٬ وأذكركم بالإشتراك في البودكاست ٬ قناة اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر) ٬ وسيكون هناك يوميا ٬ دراسات علميه ملخصه ٬ عن علم الاعصاب ٬ ومقاطع فيديو لي شخصيا ٬ وأخرى تعليميه .

واذكركم أن تفاعلكم معي ٬ هو الدليل الوحيد ٬ الذي من خلاله أتعرف على حماسكم واقتراحاتكم ٬ وأود أن آشير ايضا انه - علميا – يجب عليكم متابعتي ٬ لأن اشتراككم يحفز مناطق المكافأه لدي ٬ فيزيد من معدل الدوبامين – الناقل العصبي – في دماغي ٬ لاشعر بالسعادة ٬ واقدم الأفضل في كل مره ٬ ولست الوحيد الذي سيحصل على هذه المكافأه ٬ بل أنتم أيضا ٬ فحب المعرفة سيصبح إدمانا ٬ وكلما تعلّم الإنسان شيئ جديد ٬ يشعر بالسعادة ٬ ليصبح عاده ٬جديدة ، فالدماغ كما ترون ٬ عالم جميل من البحث ٬ والتعلم المستمر ٬ والذي لا يمل صاحبه معه ، مهما تعلم عنه

٬ إلىهنا – يا أصدقاء العلم – ينتهي حديثي .



كان معكم نايف ناجي

اترككم بخير .


8 views0 comments

Comments


bottom of page