إن كنت في يوم من الأيام تساءلت : ليش الإنسان ينسى ؟
أو أثناء مشاهدتك لناشونال جوقرافي لاحظت أن رأس الفيل أكبر من رأس الإنسان ولكن الإنسان أّذكى؟
أو أثناء محاولات جادة للنوم ، قلت في نفسك لماذا الإنسان ينام ؟
أي سؤال من هالنوع ...
ذا بريني برين بودكاست .. راح يناقشه
( فاصل )
قبل ما نبدأ، أحب أعرف بنفسي أنا نايف ناجي ، أدرس الطب ، وأحب الحديث عن علم الأعصاب وحبيت أشارككم الشي اللي أحبه
من خلال دراستي للطب تعرفت على تشريح الدماغ ووظائفه ، والمعلومة اللي شدت إنتباهي وخلتني أفكر وأتأمل هي حقيقة أن وعي الإنسان ظاهره غير واضحة علمياً أو خلينا نقول أن تفاصيلها غير واضحه ، وكلنا نعرف أن الوعي بالنسبة للإنسان هو الشي اللي يميزه عن غيره ويخليه يبني فكرة الأنا الذاتيه ، هالشي المحير جعل الفيلسوف الإسترالي ديفد جون يطلق جملته المشهورة متحدثا عن الوعي قائلاً : الوعي ، إنه المشكلة الصعبه ، بعد ذلك من خلال استماعي للسايور بودكاست واللي يقدمه الدكتور محمد قاسم ، كان فيه حلقة تتكلم عن علم الأعصاب ، عززت فكرة لدي والإطلاع عندي لعلم الأعصاب
وأحب قبل ما أنسى إني أدعوكم لسماع السايوير بودكاست ، مواضيعه متنوعه ، يتناول فيه الدكتور محمد مواضيع في الفلك ، التكنولجيا والفسلفه ومواضيع كثير ، وعشان أكون صادق معاكم البودكاست هذا أضاف لي الكثير
أيضا من البودكاتس اللي يعتبر تحفة ، بودكاست أجنبي إسمه
brain science
تقدمه الدكتورة جينجر كامبل ، تقوم بعمل مقابلات مع علماء في مجال علم الأعصاب ، ممتع جدا ويستحق المتابعىة
هذا بإختصار تجربتي ويالله نبدأ البودكاست :
قبل ما نخوض بتفاصيل في علم الأعصاب
حبيت إني أوضح نقطة ماهو الفرق بين علم الأعصاب و طب الأمراض العصبيه طب الأمراض العصبيه العلم الذي يتناول أمراض الدماغ و الحبل الشوكي ويحاول علاجها .( يعني ببساطة دكتور المخ والأعصاب )
بينما علم الأعصاب هو متخصص في كيف يعلم الدماغ ومما يتركب وعلاقة كل عصب مع الآخر والمتخرج من التخصص يسمى
.( عالم أعصاب )
الجميل في علم الأعصاب هو مواضيعه المتنوعية يعني ، يعني كمثال علم الأعصاب الوجداني يركز على مشاعر الإنسان ، شخصيته ، ومزاجه ، وهو مزيج من علم الأعصاب وعلم النفس .
أما علم الأعصاب الثقافي : يركز على دراسة القيم الثقافية والإنسانية ، يدخل في ذلك العبادات والمعتقدات .. وأحد الاسئلة المهمه في هالمجال : تأثير الثقافة على سلوك الإنسان .
وهناك مواضيع متنوعه راح نحاول نغطيها قدر الإمكان في هالبودكاست
علم الأعصاب في منتصف القرن العشرين تطور وانتشر بشكل ملحوظ وزادوا محبيه والمتخصصين فيه ، لدرجة أن كثير من المتخصصين في علم الأعصاب غيروا مجال تخصصهم الاصلي وأصبحوا من رواد مجال علم الأصعاب وراح أذكر بعد قليل بعض الأمثلة .
تسارع علم الأعصاب في الظهور كان بسبب تطور العلم بشكل عام والتكنولوجيا بشكل خاص ، يعني مثلا جهاز الإي إي جي ( تخطيط أمواج الدماغ ) يعتبر أهم الأجهزة المستخدمة ، فكرة الجهاز هي تسجيل الإشارات الكهربائية الصادره من الدماغ ، ولمن زار قسم المخ والأعصاب في المستشفى راح يكون أكيد شافه ، هو جهاز مكون من عدة أسلاك صغيرة ، تقريبا 19 سلك ، في نهاية كل سلك منها قطب دائري صغير يوضع بلاصق على فروة الرأس ويقوم بتسجيل الإشارات.
وأيضا جهاز الرنين المغناطيسي اللي تم إختراعة مؤخرا ، قدم أشياء لم تكن في الحسبان ، تخيل معي أن المشاعر صار الآن بإمكاننا فهم كيف تعمل ونقدر نصورها وندرس تفاصليها ، حتى أنه تم دراست أدمغة الأشخاص الذين يميلون للإجرام ووجدوا أن هناك اختلاف في منطقة في الدماغ تسمى ( أميقدلا ) ، قد تكون هي السبب في مشاعرهم وتصرفاتهم والفضل يعود لجهاز الرنين المغناطيسي
( فاصل )
عالمة الأعصاب أنجلا فريدريتشي حصلت في بداية حياتها على دكتوراة في اللغات ، ثم ذلك درست علم نفس وأكملته .
ولكن كان لديها تساؤل عن : كيف تتكون اللغة في الدماغ ؟ في البداية لم تشأ الأٌدار الإجابة على تساؤلها ولكن لحسن حظها اطلعت على حالة مرضية يكون فيها المريض يستطيع أن يسمع ويتكلم ولكن كان لديه مشكلة في في قواعد اللغة لم يكن يتكلم جملة بسيطة بقواعدها السليمة ، هذا الحالة أعادت التساؤل لها ثم قررت أن تدرس علم الأعصاب ، وفعلا درسته وتخصصت فيه ولها بحوث متخصصه فقط في اللغة وكتبت كتاب أسمته ( اللغة في الدماغ )
المثال الثاني : لعالم الأعصاب رودريقو كوين ، درس وتخرج بتخصص فيزياء وبعد ذلك إنتقل إلى ألمانيا حيث درس الرياضيات وأكملها .
ولو إن تخصصه بعيد عن الدماغ إلا أنه كان يتسائل دائما عن الدماغ وكيفية عمله ، ولعله قرأ بعض الكتب التي لم ترضي تساؤلاته .
قرر أن ينتقل إلى كاليفورنيا ليبدأ رحلته في عالم الدماغ ، وفعلا درس وتخرج من تخصص علم الأعصاب، وله أبحاث متخصصه في الذاكرة مثل : كيف تُخزن الذاكرة ؟ وكيف يجب أن يتعلم الإنسان ؟ ، ومما يضاف له أنه اكتشف خلايا سماها ( خلايا المفهوم ) ، وكتب كتاب سمّاه ( فورقيتينق ماشين ) آلة النسيان طرح فيه أفكاره
( فاصل )
قد يتساءل البعض عن التجارب وواقعيتها وراح أّذكر تجربيتين
تجربة الاولى تمت في جامعة نيويورك عام 2002 بقيادة البروفسور سانجيف تالور و جون شابين ، إستطاعوا فيها بمساعدة التكنولوجيا الحاليه زرع قطب كهربائي في دماغ فأر والتحكم فيه من خلال روموت كنترول ، جعلوه يقوم بما يريديون ويتلاعبون بتصرفاته بل وجعله يقوم بأشياء يكرهها
التجربة تقوم على أساس أن الأعصاب في الدماغ تتواصل مع بعضها البعض عن طريق نواقل عصبيه ، هذه النواقل العصبيه تختلف في تركيبها الكيمائي ولعل بعضكم سمع مثلا عن الدوبامين ، أو السيروتينين .. من خلال تحفيز مثل هالنواقل العصبيه نقوم بتغيير كهرباء الدماغ ، فتشتعل الأعصاب حاصلين على أمر عصبي حركي أوحتى شعور معين .
تجربة أخرى أجريت على أدمغة بشريه، بدأتها ورعتها قيادة الجيش الأمريكي لبعض الجند الذين عادوا بعد الحرب بإظطراب يسمى
إظطراب مابعد الصدمة ،
تم إستخدام شرائح لوحية تغرس على الرأس تقوم بتحفيز نواقل عصبيه تساعدهم على تخطي حالة الإظطراب والشعور بالسعادة .
( فاصل )
يمكن لاحظتوا من القصتين اللي ذكرتهم عن أنجلا وردريقوا إن أي شخص يقدر ينضم لتخصص علم الأعصاب ، ويمكن يصير من روّاده ، الخلفية المسبقة والدراسة الجامعية السابقة ماهي حجر عثره بالعكس هي ميزه تضاف لك لأنك راح تتناول الدماغ بطريقة معينة وفلسفه معينه ، والشيء ذا فعلا زاد إعجابي بهالتخصص ، أما إذا كنت طالب ثانوي فكر في التخصص ذا كخيار وأبدا بخطوات واضحه .
تجربة الفأر والجنود توضح فقط جانب من قدرات علم الأعصاب ، وفي الحلقات القادمة بإذن الله راح نرى جوانب أخرى ممتعة
كان معكم نايف ناجي !
دمتم بخير